الاثنين، 8 مايو 2017

الوحده

في عمقي إحساسي بها وجلوسي معها رأيت أن أخط كلمات أصفها بها لعل ذلك يمنحني شعوراً بالرضا والإرتياح .

تتضح جلية الأمر دائماً في النهايات فسوف أتكلم عنها بدلاً من تلك البدايات المعقده .
من علاماتها الواضحه لصاحبها هو انشطار نفسك الى اثنتان ، واحده تعرف حقيقة الواقع ومستسلمه لها ، وأخرى تبقى ترفض التصديق بطبيعة الحال وتعول على التغيير اليوم او غداً حتى اذا أصابها اليأس قالت في العام القادم .

عطل نهاية الأسبوع أسوأ أيام الوحيد فلطالما كانت هي وقت التلاقي مع الرفاق ومشاريع الترفيه عن النفس لكنه الآن يقضيها وحده ، يحاول أن ينام لكي لا يدرك واقعه أو يهرب الى مشاهدة افلام طويله تنهي يومه الطويل ، تصور أن يكون يوم الأحد أحب إليه من الخميس ! ليس حباً للعمل او العلم ولكنه تعب من كونه وحيداً .

الوحيد كذاب في وصف نفسه ، لأنه يدري قبل أن تحبسه الوحده بأن الوحيد مثير للشفقه غالباً ، لا يجد من يشاركه لحظات ومن يستمع الى نكاته واحاديثه ، حتى أنه يكره ان يتعرض للمواقف لأنه لن يجد أحداً يحدثه بها ، ماتت أحاديثه وقصصه بصدره ، وارتسمت بالنهايه بابتسامة صمت طويله ، يخبيء آلامه خلفها .

الأهل ليسوا أصدقاء ، فوجودهم لا ينفي كون الشخص وحيداً .

لا تصف الوحيد بأنه كذلك ، فلا يوجد بالمعجم كلمة تؤذيه فعلاً سواها ، قد يغفر لك كل الشتائم ويبادرك بالاحسان ، ولكن لا تصف بالوحيد المنقطع .. سيكره ذلك وسيكرهك .

الوحيد لم يصبح وحيداً منذ أول وقوع بهذه الحاله ، بل له صولات وجولات للخروج منها ، لكن كل محاوله فاشله تطفيء شمعه من شموع الأمل عنده حتى يتقبل الأمر بالنهايه ويتعايش معه وحزنه لا يتركه .

إليكم أيها الرفاق الالكترونيين لا تتركوا من اهلكم او اصحابكم احداً وحيداً فذلك أسوأ من اي حال آخر ومن تعرفونه كذلك اليوم لا بأس أن تفاجؤوه بتواصلكم . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق