الثلاثاء، 14 مارس 2017

هذا ما أظنه أنا

اليوم رأيت مقاطع فيديو لايليوت رودجر شاب أمريكي ينشر بؤسه عبر اليوتيوب بمقاطعه التي كلها صورها هو وظهر فيها هو فقط.

رغم الاختلاف الجذري بيني وبينه إلا أني كنت أرى نفسي في بعض كلماته ، وبعضه الآخر كان كلاماً كتمته بصدري منذ شعرت به كرهاً لشفقة الآخرين .

شخصياً عايشت الوحده والخذلان وغياب السؤال لوقت طويل ، وربما لولا ديني وأثره منذ صغري في نفسي لكنت جئت بمصيبه أكبر من تلك التي فعلها إليوت .

فعندما تكون وحدك لا تجد بجانبك من تسمعه تعليقك على شيئ رأيته ، ولا تباغتك رسائل من محبين دون توقع منك ، وهاتف تتمنى أنك لم تمتلكه لأنك تعلم أنك كلما أظهرته فلن تجد إلا أرقام الساعه ، وليلاً أطول من نهارك تقضيه بما وجدت يداك .. يداك أنت فقط ولست تنتظر أي تعليق من أحد على ما تفعله لأنه ببساطه ليس هناك أحد ، سيعتريك ذاك الشعور المرعب أن كل الدنيا تتحرك من حولك وأنت واقف فيها .. شيء أشبه ما يكون بالشلل الخاطف الذي يخبرك بعد محاولات إنكارك لواقعك أنك فعلاً وبكل تأكيد تواجه العيش مع صوت نفسك فقط للأبد .

انعدام الحلول وضيق الصدر الذي تراكم فيه هم وألم وفقدان وكلام مكبوت ومشاعر ماتت فيه وأحاديث لم تجد فرصةً لأن تقال ... ذلك كله يؤدي إلى إحدى حالتين إما مخدرات لتعطيل العقل الذي أرهقه التفكير أو الانتحار .. وهناك من ينتحر وحده منعزلاً بعيداً عن ناظر الناس ، ومنهم من يختار أن يأخذ معه من آذاه أو كان سبباً في ما لقي .

هذا ليس تحليل طبيبٍ نفسي .. هذا ما أظنه أنا ... أنا الذي جربت . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق